التلقيح الاصطناعي  (IVF)

التلقيح الاصطناعي  (IVF)

    التلقيح الصناعي هو تقنية مساعدة على الإنجاب (ART) بعد تحفيز المبايض باستعمال بعض الأدوية ، يتم تخصيب البويضات التي يتم حصادها باستخدام الحيوانات المنوية المحضرة والمغسولة خارج الرحم وبعد تكوين الجنين في البيئة المختبر ينتقل  إلى الرحم.

عادةً ما يتم استخدام هذه الطريقة في الحالات التي تكون فيها حالة تسليم الحيوانات المنوية إلى البويضة في الرحم غير متوفرة ، مثل انسداد أنبوب الرحم والتصاق الحوض أو انخفاض عدد وحرکه الحيوانات  المنوية. أيضًا ، في الحالات التي تفشل فيها علاجات بسیطه  أخرى، مثل فشل تحفيز الإباضة أوفشل IUI ، في هذه الحاله یصبح الأزواج مؤهلين للتلقيح الصناعي.

خلال دورة التلقيح الاصطناعي ، تتم إزالة البويضات البالغة من المبايض وتوضع في بيئة معملية بالقرب من الحيوانات المنوية للزوج لتخصيب البويضة وتلقیحها .ثم يتم نموها في البويضة المخصبة في ظروف مناسبة وتوضع في الرحم بعد انقسام الجنين. بناءً على المراحل التطورية للجنين و ظروف رحم الأم، ينتقل الجنين إلى الرحم بعد يومين إلى ثلاثة أيام من الإباضة أو التجیمد.

إلی أي مدی تعد هذه العملیة ناجحة؟
تسعی جمیع مراکز الإخصاب المساعد و علاج العقم إلی الوصول لأفضل نسبة نجاح ممکنة و یتمنون لو أن جمیع الأزواج یصبحون آباء. و لکن و مع وجود کل هذا السعي إلا أن نسبة نجاح هذه العملیة في افضل مرکز خصوبة في العالم لا تصل إلی 40 بالمئة. نسبة نجاح عملیة الحقن المجهري في الأیران في کل مرة زرع موضح علی الشکل التالي:
من 30 إلی 35 بالمئة عند السیدات في سن الـ 35 عاماً و ما دون.
25 بالمئة عند السیدات في سن الـ 35 إلی 37 عاماً.
15 إلی 20 بالمئة عند السیدات في سن الـ 38 إلی 40 عاماً.
6 إلی 10 بالمئة عند السیدات في سن الـ 40 عاماً و ما فوق.
بحسب الدراسات التي أقیمت في الجمعیة العامة الأوربیة لعلم الأجنة و الخصوبة عند الإنسان (ESHRE) في عام 2010 فإن نسبة نجاح اطفال الأنابیب بإستخدام عملیة الحقن المجهري کانت حوالي 1/32 بالمئة. و مع کل هذا لا تقلقوا ! لأن الخبراء في علم الأجنة یسعون جاهدین لإکتشاف اسباب فشل الحمل و تلافیها في المراة القادمة.

ما هي مراحل عملیة التلقیح الاصطناعی ؟
یوم العملیة، یتم سحب البویضات من الزوجة تحت تخدیر قصیر و مؤقت و بنفس الوقت نقوم بأخذ عینة النطاف من الزوج و ارسالها إلی مختبر الجنین و نقوم هناك بعملیة غسیل للحیامن و تجهیزها لعملیة التلقیح .، و بعدها نضع الأجنة في حاضنة خاصة تشبه إلی حد بعید رحم الأم حیث تکون درجة حرارتها 37 درجة مئویة و في وسط مغذي لمدة تتراوح بین 48-72 ساعة. ندعو البویضة المخصبة بالجنین حیث تکون مکونة من خلیة واحدة و تبدأ بالإنقسام إلی العدید من الخلایا. عادتاً بعد مرور 48 أو 72 ساعة علی تکون الجنین نصل إلی مرحلة الجنین المکون من 4 إلی 8 خلایا، حیث نقوم بزرع الأجنة داخل تجویف الرحم لیحصل التعشیش و بعدها الحمل.
نزرع عدد من الأجنة لزیادة نسبة نجاح العملیة و احیاناً یحصل حمل بعدة توائم. نسبة حدوث حمل مترافق مع التوائم مرتبط بعمر الأم (السیدات الشابات یحصل لدیهن حمل توائم بنسبة أکبر)، و یرتبط ایضاً بعدد الأجنة التي تم زرعها. و بحسب الدراسات فإن نسبة حدوث حمل توائم عند سیدة یتراوح عمرها بین 20 إلی 29 عاماً حوالي 46 بالمئة.
بشکل عام نستطیع تقسیم مراحل عملیة الحقن المجهري إلی خمس مراحل:

المرحلة الأولی: تحریض الإباضة.
المرحلة الثانیة: سحب و جمع البویضات.
المرحلة الثالثة: تجهیز الحیامن (الحیوانات المنویة).
المرحلة الرابعة: الإلقاح و نمو الجنین في المختبر.
المرحلة الخامسة: زرع الجنین (إسترجاع) داخل تجویف الرحم.

المرحلة الأولی: تحریض الإباضة
أثناء الدورة الشهریة العادیة یتطور جریب واحد لتنمو بداخله بویضة ناضجة واحدة فقط، ولکن عندما نعطي الزوجة أدویة خاصة نقوم بتحریض المبایض لیتطور لدینا عدة جریبات و بالتالي نحصل علی عدد أکبر من البویضات الناضجة. و من ثم نسحب البویضات و نقوم بنقلها إلی مختبر الجنین و نحقنها بنطاف الزوج لنحصل علی عدد کبیر من الأجنة و بذلك نرفع نسبة نجاح عملیة طفل الأنبوب.

المرحلة الثانیة: سحب و جمع البویضات
المرحلة التالیة بعد حقن الأدویة الخاصة لتحریض الإباضة هي سحب البویضات. حجم المبیض بعد حقن الهورمونات یشبه حجم البرتقالة و یأخذ مکانه بجانب المهبل مما یسهل علی الطبیب رؤیة المبیض بإستخدام الأمواج فوق الصوتیة (سونار) حیث یقوم بسحب البویضات من المبیض عن طریق إبرة خاصة یقوم بإدخالها عن طریق مهبل. في بعض الأحیان یتم سحب البویضات عن طریق عملیة تنظیریة من البطن.

 

المرحلة الثالثة: تجهیز الحیامن (الحیوانات المنویة)

في صباح یوم عملیة سحب البویضات یقوم الزوج بإخراج السائل المنوي و تسلیمها إلی مختبر الأجنة لمعالجتها و إنتقاء أفضل النطاف (الحیامن) لتکون جاهزة لعملیة الحقن المجهري.
المرحلة الرابعة: الإلقاح و نمو الجنین في المختبر
في البدایة نقوم بتنظیف الخلایا المحیطة بالبویضة بعد سحبها من المبیض و نضعها في أوساط زرع مغذیة و ننقلها إلی مجهر ضوئي متطور جداً لحقن النطفة بواسطة إبرة دقیقة جداً داخل البویضة.
في صباح الیوم التالي، یقوم خبیر الأجنة بتفحص البویضات الملقحات و من ثم یضعها في الحاضنة لمدة 24 ساعة أخری لتنقسم إلی خلایا أکثر و تکون جاهزة لنقلها و زرعها في رحم الأم.

المرحلة الخامسة: زرع الجنین (إرجاع) داخل تجویف الرحم

هذه المرحلة لیست معقدة و لیست بحاجة إلی تخدیر المریضة و إنما نقوم بإدخال الأجنة داخل أنبوب دقیق جداً و من ثم نجعله یعبر المهبل و عنق الرحم حتی یصل إلی تجویف الرحم و من ثم نحرر الأجنة من داخل الأنبوب لیستقروا في الرحم.
في بعض الحالات التي یستحیل فیها زرع الأجنة عبر المهبل فإننا نقوم بعملیة تنظیریة لحقن الأجنة داخل الرحم (ZIFT). بحسب عمر الزوجة و طبیعة الرحم و کیفیة الأجنة عادتاً ما نقوم بنقل عدد من الأجنة (تقریباً 4) إلی رحم. تستطیع الزوجة مغادرة المستشفی بعد مضي ساعتین علی نقل الأجنة إلی رحمها و ننصحها بالإستراحة الکاملة لمدة 3 ایام في المنزل و إستخدام الحمامات الإفرنجیة. بعد مضي 14 یوم علی إرجاع الأجنة یجب إجراء تحلیل هورمون الحمل (HCG) الموجود في دم الأم، و إرتفاع مقدار هذا الهورمون هو أول علامة للحمل.

متی نقوم بتجمید الأجنة؟

في حال الحصول علی عدد إضافي من الأجنة. عند حدوث متلازمة فرط تحریض المبيض (OHSS) أو النزیف المهبلي أو وجود الأورام الحمیدة داخل عضلة الرحم. بعد تشخیص خبیر الأجنة و أخصائي النسائیة یتم تجمید الأجنة بعد موافقة الزوجین علی ذلك. أحد میزات التجمید هي أننا نختصر عملیة تحریض المبایض في عملیات الزرع أو الإرجاع القادمة، حیث أننا نعطي أدویة بسیطة لتجهیز بطانة الرحم فقط.

 

ما هو الفرق بين أطفال الأنابيب والحقن المجهري ؟

يعتبر الحقن المجري هو التطور لعملية أطفال الأنابيب والتي بدأت في ثمانينات القرن الماضي ، حيث أن عملية طفل الأنابيب يتم فيها وضع عدد كبير من الحيوانات المنوية الذكرية داخل أنبوب محاط ببيئة تشبه الرحم عند المرأة مع بويضة واحدة من المرأة ومحاولة إخصاب هذه البويضة ، لذلك تعتبر أصعب من الحقن المجهري ، إذ كما أوضحنا أن فرص نجاح عملية الحقن المجهري اكبر من أطفال الأنابيب بسبب اعتماد الحقن علي عدد كبير من البويضات وليس بويضة واحدة كما هو الحال في أطفال الأنابيب ، إلا انه في بعض الحالات ينصح الأطباء بإجراء عملية أطفال الأنابيب أولا حيث أن نسبتها قد تكون مرتفعة في بعض الحالات عن الحقن.

أسباب فشل عمليات الحقن المجهري وإمكانية تكرارها
 قد تفشل عملية الحقن المجهري لعدة أسباب أهمها التهابات الرحم ، أو سوء جودة الحيوان المنوي أو البويضة ، كذلك الحالة الصحية للزوجة وقت أجزاء العملية لها عامل كبير.

هل عملية الحقن المجهري مؤلمه ؟ أو لها خطورة علي صحة المرأة
يتم إجراء العملية تحت التخدير سواء الموضعي أو التخدير الكلى وبالتالي العملية في حد ذاتها لن تكون مؤلمة ، إلا انه ينصح بالراحة التامة بعد العملية سواء عند سحب البويضات أو عملية ترجيع البويضات المخصبة ، وعدم الحركة المفاجئة أو تناول أدوية آلا تحت أشراف الطبيب.
أما عن خطورة عملية الحقن المجهري فقد يتخوف البعض من الحمل في توأم أو الحمل خارج الرحم ، إلا أن نسب حدوث ذلك قليلة وترجع في الأساس إلى مهارة وتجهيزات مستشفي أو مركز إجراء العملية .

هل يجب عمل عملية الولادة القيصرية بعد الحمل بالحقن المجهري ؟
تستطيع المرأة التي حملت عن طريق الحقن المجهري أن تلد بالطريقة الطبيعية دون جراحة لكن الكثير من الأطباء يفضلون القيصرية لتحقيق أقصى درجة من الأمان خاصة في حالات التوأم.
عوارض IVF
مضاعفات يتوقع حدوثها مع الزوجة، وهي:
1. تقلّب المزاج، وتورم بالثدي، احمرار أو كدمات في موضع الحقن، مع شعور بثقل خفيف في منطقة الحوض.
2. انتفاخ بالمبايض يصاحبه ألم وتجمع للسوائل في البطن وحول الرئتين، والرغبة في القيء والغثيان، وضيق في التنفس؛ مما يستدعي التنويم بالمستشفى، وتحدث عند 2% من النساء الخاضعات لهذه العملية، وتتلاشى تدريجيًا بالعلاج، وفي قليل من الحالات قد تتوقف دورة العلاج كليــًا.
3. الحمل بتوأمين أو ثلاثة بنسبة 25 % من حالات الإخصاب.
4. الحمل خارج الرحم، إلا أنها حالات نادرة الحدوث.