IUI

التلقيح الصناعي هو البديل عن التلقيح الطبيعي في حال وجود مشكلة عند أحد الزوجين لعلاج العقم، ويتمّ فيها فصل الحيوانات المنوية السليمة عن الحيوانات المنوية المشوّهة أو البطيئة، وغسل الحيوانات المنوية وعلاجها وإدخالها إلى الرحم عند اكتمال البويضة، فتقوم الحيوانات المنوية بالدّخول إلى قناة فالوب، ومن ثمّ تلقيح البويضة ليتم الحمل.

 موعد إجراء التلقيح:
يتم عمل التلقيح الصناعي إذا كان هناك خللٌ في السائل المنوي عند الذكر، فتكون الحيوانات المنويّة قليلة الحركة، وعددها قليل، فيجب أن تتمّ معالجة هذه الحيوانات المنوية من قبل الطبيب المختص حتى تنجح عملية التلقيح.
قد تكون المشكلة موجودةً في الرحم، وذلك عند دخول السائل المنوي وذهابه إلى قناة فالوب حتى يتم تلقيح البويضة، يفرز الرحم سائلاً يقوم بحماية الحيوانات المنوية؛ لكن إذا كان هذا السائل لزجا جداً أو عند جود أي مشكلة في عنق الرحم لا يتم تلقيح البويضة، أو قد تكون هناك مشكلة أخرى في الرحم وهي التحسّس من السائل المنوي وبالتحديد من مادة البروتين الموجودة به، فيمنع الحمل، وعند عمل التلقيح الصناعي تتمّ إزالة المادة البروتينية من قبل الطبيب المختص ليتم الحمل.
هناك العديد من الأشخاص يجهلون سبب العقم وعدم حدوث الحمل مع عمل كافّة الفحوصات المطلوبة، لذلك يلجؤون إلى عمل تلقيح صناعي مع إعطاء منشّط للبويضة. قد تكون هناك مشكلة بالقذف أو الجماع وضعف الانتصاب، وهناك الكثير من الحالات الأخرى التي قد تمنع الحمل لذلك يلجأ الطبيب إلى عمل التلقيح الصناعي بعد إجراء الفحوصات المطلوبة والعمل على مراقبة الإباضة ودرجة حرارة الجسم، ومن ثمّ تحضير عيّنة من السائل المنوي في غرفة خاصة عند الامتناع عن الجماع لمدّة خمسة إلى أربعة أيام، ومعالجة السائل المنوي في المختبر وغسله وإزالة الشوائب منه.
وبعد ذلك يقوم الطبيب بعمليّة الحقن المجهري في عنق الرحم؛ وهي عمليّة بسيطة لا تحتاج للكثير من الوقت، وبعدها تبقى السيدة مستلقيةً على ظهرها، ويتم عمل فحص الحمل بعد أسبوعين من التلقيح، وإذا لم يتم الحمل تُكرّر عملية التلقيح الصناعي من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر.
نجاح عملية التلقيح تعتبر نسبة نجاح التلقيح الصناعي من ١٠ إلى ٢٠ ٪، وتعتمد نسبة النجاح بشكلٍ كبير على عمر الزوجة، والحالة الصحيّة لعنق الرحم والبويضة، وكما أنها تعتمد على السائل المنوي، وعدد الحيوانات المنويّة وسلامتها، ونادراً ما يُسبّب التلقيح الصناعي مشاكل في الرحم؛ كالتلوّث الجرثومي الّذي ينتج من عيّنة السائل المنوي، أو من خلال أدوات عملية التلقيح؛ لذلك يجب الحرص على تعقيم الأدوات جيّداً من البكتيريا والجراثيم.

المخاطر:
تُشكل الخطوات المحددة لدورة التلقيح الصناعي بعض المخاطر، تشمل ما يلي:
1- ولادة توائم: يزيد التلقيح الصناعي من خطر ولادة التوائم إذا ما تم غرس أكثر من بويضة مخصبة بالرحم. ويزيد الحمل بعدة أجنّة من خطر المخاض المبكر وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة عما هو في حالة الحمل بجنين واحد.
2- الولادة المبكرة وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة: تُشير الأبحاث إلى أن استخدام تقنية التلقيح الصناعي تزيد إلى حد ما من خطر ولادة الطفل بشكل مبكر أو انخفاض وزنه عند الولادة.
3- متلازمة فرط تحفيز المبيض: يمكن أن يؤدي استخدام أدوية الخصوبة عن طريق الحقن، مثل هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشري (HCG) لتحفيز التبويض، إلى حدوث متلازمة فرط تحفيز المبيض، حيث ينتفخ المبيض وتشعر المرأة بالألم. وتدوم العلامات والأعراض عادةً لمدة أسبوع وتتضمّن ألماً خفيفًا بالبطن، والانتفاخ، والغثيان، والقيء، والإسهال. ولكن، إذا أصبحتِ حاملاً فقد تستمر الأعراض لديك لعدة أسابيع. وفي حالات نادرة، يمكن أن تصاب المرأة بشكل من أشكال متلازمة فرط تحفيز المبيض والتي يمكن أن تؤدي أيضًا إلى اكتساب الوزن سريعًا أو ضيق التنفس.
4- الإجهاض: يتشابه معدل الإجهاض لدى النساء اللاتي يحملن باستخدام التلقيح الصناعي ببويضات مخصبة حديثة مع النساء اللاتي يحملن حملاً طبيعيًا، حيث يبلغ نحو 15 إلى 20 بالمائة، ولكن يزداد هذا المعدل مع تقدم سن الأم. أيضًا، قد يزيد استخدام بويضات مخصبة مجمدة أثناء عملية التلقيح الصناعي قليلاً من خطر التعرض للإجهاض.
5- مضاعفات عملية استخراج البويضات: يمكن أن يؤدي استخدام إبرة البزل لاستخراج البويضات إلى نزيف، أو عدوى، أو تلف الأمعاء، أو المثانة، أو الأوعية الدموية، كما ينطوي التخدير العام على بعض المخاطر أيضًا، إذا ما تم استخدامه.

6- الحمل خارج الرحم: يعاني نحو 2 إلى 5 بالمائة من النساء اللاتي يستخدمن تقنية التلقيح الصناعي من الحمل خارج الرحم، وذلك عندما تنغرس البويضة المخصبة خارج الرحم، وعادةً ما تكون في قناة فالوب. ولا يمكن للبويضة المخصبة البقاء على قيد الحياة خارج الرحم، كما لا توجد طريقة لاستكمال هذا الحمل.
7- العيوب الخلقية: يعد عمر الأم أحد عوامل الخطورة الرئيسية في حدوث العيوب الخلقية، بغض النظر عن كيفية الحمل بالطفل. ولا زالت هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كان الأطفال الذين يتم إنجابهم باستخدام تقنية التلقيح الصناعي أكثر عرضة للإصابة بعيوب خلقية معينة أم لا. ويعتقد بعض الخبراء أن استخدام تقنية التلقيح الصناعي لا يزيد من خطر ولادة الأطفال بعيوب خلقية.
8- سرطان المبيض: على الرغم من أن دراسات سابقة أشارت إلى احتمالية وجود صلة بين بعض الأدوية المستخدمة لتحفيز نمو البويضات والإصابة بنوع محدد من أورام المبيض، إلا أن الدراسات الحديثة لا تدعم هذه النتائج.
9- الضغط النفسي: يمكن لعملية التلقيح الصناعي أن تكون مرهقة من الناحية المالية، والجسدية، والنفسية، ويمكن أن يُسهم تلقي الدعم من المستشارين النفسيين والأسرة، والأصدقاء في مساعدتكِ أنتِ وزوجكِ على تخطي التقلبات التي تحدث أثناء علاج العقم.

لا تخلو الحياة من المطبات والصعوبات التي تقف حاجزاً امام تحقيق بعض أحلامنا، أحياناً يُفاجئنا المرض ويسلب منا هذا الحلم ويحوله مستحيلاً. لكن ماذا لو أصبحت أمنيتك ممكنة في ظل تطور الطب وعلاجاته في مختلف الأصعدة؟ لا يَخفى على أحد ان مرض السرطان ينتشر أكثر فأكثر، أصبح هذا “الخبيث” يعيش بيننا، الإصابة به في سن مبكرة قد يضعك امام خيارات صعبة.
مصاب بالسرطان والعلاج طويل وحلم الأبوة يبقى معلقاً حتى إشعار آخر، كان همه الوحيد القضاء عليه والشفاء، لم يُفكر بالمستقبل وما قد يدفعه نتيجة العلاج الشعاعي والكيميائي. كلنا نعرف مضاعفات وآثار هذه العلاجات على جسد المريض، لكن لا مفر منها فهي الوحيدة القادرة على إنتشال هذا الورم. أبحاث كثيرة ودراسات أجريت لإيجاد حلول لهؤلاء المرضى، يكفيهم ما تحملوه من آلام وانتكاسات وتعب للتغلب على السرطان، لن يقبل الطب ان يُحرموا من الأمومة والأبوة أيضاً.

تجميد الحيوانات المنوية تقنية تسمح بالاحتفاظ بحلم الأبوة الى حين الانتهاء من مشوار السرطان وعلاجه. لن يقف المرض بعد اليوم في وجه الحلم، لذلك على كل رجل مصاب بالسرطان او يعمل في الخارج او تعاني زوجته من مشاكل وهي في مرحلة العلاج ان يفكر في اللجوء الى هذه التقنية.